تواصل معنا
المعارض والفعاليات

سارة محمد

تاريخ الفن، الطالب المتفوق (أعلى معدل)

مقابلة

أبريل 2021

التقرب من الحياة من منظور الاستكشاف

حسنا، لنتعرف عليك، اسمك، ومن أين أنت؟
اسمي سارة محمد، أنا طالبة في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، أقيم حاليا وأعيش في قطر.

ما الذي جعلك تقررين اتباع مسارا مهنيا في الفنون الإبداعية؟
لقد قلت بنفسك، الفنون الإبداعية. عندي عدة طرق لوصف تخصصي: تاريخ الفن. مجال شامل، ومثير ويتضمن الكثير من النقاشات حول الثقافة والناس والهوية والفنون، وكذلك حول التاريخ بكل تقلباته لكن من منظور مثير للاهتمام. وأجد نفسي كل يوم انغمس أكثر في الحكايات والقصص

عندما تناقش تاريخ الفن يتعلق الأمر بالفن وبالتاريخ لكنه قبل ذلك يتعلق بالناس.

هل تودين تقديم مزيدا من التفاصيل؟
عندما أدرس يتطلب ذلك مني البحث والقراءة ومشاهدة الأفلام الوثائقية والفيديوهات إضافة إلى حضور المحاضرات. ومع هذه الإثارة هناك دائما شيء ما. عندما تناقش تاريخ الفن يتعلق الأمر بالفن وبالتاريخ لكنه قبل ذلك يتعلق بالناس. كيف كان الناس يتواصلون مع بعضهم البعض عبر الزمان والمكان. بالنسبة لي هذا شغف حقيقي لأنني مولعة حقا بالكتابة والبحث. لذلك كان من المنطقي أن أكون هنا.
Illustration by Zainab Al Shibani, 2021 ©Zainab Al Shibani, VCUarts Qatar

Top: Image from 'Lu3’atna' project. Sara Mohammad is one of the five senior students involved in this project that celebrates and promotes Qatari Linguistic Culture through World Cup 2022.
Image from 'Lu3’atna', exhibited at the Project Space. ©Raviv Cohen, VCUarts Qatar
أنا أتعمق في الفن الإسلامي والفن العثماني والفن المسيحي و مؤخرا في الفن الصيني. إنه جمال الموضوع في حد ذاته، لذلك لا يمكنني القول إنّ لدي ميل محدد. لكنني عندما درست هذه المناطق الجغرافية المختلفة والثقافات والعصور المختلفة كان العنصر البشري محط اهتمامي. الأفراد أنفسهم، والمجتمع، وعلم الاجتماع في عالم الفن وثقافة الفن. أكاد أقول علم النفس والاجتماع وحتى العلوم الاجتماعية. أحب تطبيق هذه المفاهيم والنظريات على تاريخ الفن. الفن لا يأتي بمفرده ولا بمعزل عن الأحداث بل له تاريخ طويل. الأمر معقد ويقف وراءه أشخاص عديدون وليس شخص واحد. هناك الثقافات وهناك السياقات التي يجب أخذها في الاعتبار. لذلك فليس بالأمر الهين أن أجلس هنا على حاسوبي وأنقر كلمات على لوحة المفاتيح قائلة إن هذا الفنان أنجز هذا العمل لأنه يريد أن يعبّر عن شيء ما. المسألة ليست على هذا النحو. يتعين عليّ أحيانا أن أضع نفسي مكان الفنان وأحيانا أن أضع نفسي في سياق الفنانين، ثم كل هذا نظريّ ولا يمكن لي فعل ذلك حقا. عليّ تقدير الخيارات والاختيارات. في الواقع نحن نقدم فرضيات ثم في نهاية المطاف نقرّ أننا لا نعرف الحقيقة كاملة، وهذا ليس دائما بالأمر الهيّن. أنا أنشد الكمال، أسعى للحصول على إجابات، ولكن بعبارات البحث الذي أقوم به وبعبارات كل ثقافات عالم الفن والثقافات الفنية لحركات معينة قمت بأبحاث بشأنها أو قرأت عنها. إنها دائما مسألة معقدة وجميلة جدا. لهذه الأسباب لا يمكن لي الجزم أن عندي خيارات. وهنا يكمن جمال هذا التخصص. أن تجرب كل شيء، أن تجرب القليل من كل ما هو جيد.
Image from 'Lu3’atna', exhibited at the Project Space. ©Raviv Cohen, VCUarts Qatar

الأفراد أنفسهم، والمجتمع، وعلم الاجتماع في عالم الفن وثقافة الفن. أكاد أقول علم النفس والاجتماع وحتى العلوم الاجتماعية. أحب تطبيق هذه المفاهيم والنظريات على تاريخ الفن.

Image from 'Lu3’atna', exhibited at the Project Space. ©Raviv Cohen, VCUarts Qatar
أتصور أن شغفي هو الاكتشاف. يتعلق الأمر بالاكتشاف وكيف تتعامل مع الأبحاث. من وجهة نظري عندما تتجه للكتابة والدراسة عموما في تاريخ الفن، ثم عندما تقترب من الحياة من هذا المنظور، فإنك تعيش كل يوم من حياتك على أكمل وجه. تعيش كل يوم وكل لحظة بإثارة وأنت تبحث باستمرار عن “لماذا” عوضا عن “ماذا” أو “متى”. أنا أختار دائما “لماذا” وأعتقد أنني كنت أريد على امتداد حياتي الإجابة عن هذا السؤال سواء تعلق الأمر بحياتي الأكاديمية أو بحياتي الشخصية. والحقيقة أنني لم أقبل بأقل من ذلك وكنت دائما أسعى لمعرفة المزيد. عندي فضول تجاه العالم. أريد أن أسافر وألتقي بالناس وأكتشف أشياء جديدة لأنني أعلم ببساطة أن العالم شاسع وثري لدرجة أنني لا أريد أن أبقى في مكان واحد. وأعتقد أنه من أشد الأشياء حزنا ألا يكون المرء قادرا على الاكتشاف أو ألا تكون لديه الرغبة في ذلك.
أدركت بحق قيمة المشاركة. وقبل قدومي لجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر كنت دائما مهتمة بالتعليم وتشارك المعرفة. كنت أرى نفسي دوما كشخص يمكن أن يساعد الآخرين في توسيع معارفهم وإلهامهم. كنت أرى نفسي دائما في الحياة الجامعية أقوم بالأبحاث كما كنت أرى نفسي مسافرة باستمرار، وتلتقي كل هذه الرؤى في الفن والثقافة والتاريخ. لذا كنت أتصور مستقبلي دائما في قطاع المتاحف ربما حيث يمكنني الجمع بين التعليم والفنون والثقافة دون أن أجلس وراء مكتب. فالقيّم الفني هو المزيد من التنسيق والتنظيم وهذا يشمل التعليم ويشمل البحث بالطبع. أرى نفسي بالتأكيد في تلك المهنة وأريد أن أحصل على هذه الخبرة في يوم ما، لكن في الوقت الحاضر أميل لمجال التعليم أكثر. لذلك ربما أدرّس في مجال المتاحف أو مدرّسة في الجامعة أو في كلية أو في مدرسة حيث يمكنني أن أكتب وأقوم بأبحاث و أدرّس في نفس الوقت. بالنسبة لي، يتعلق الأمر بالقيام بمزيد من الأنشطة والحفر أعمق وإجراء مزيد من الأبحاث والحصول على تجربة أكبر، ثم تقاسم ذلك ومشاركته مع الآخرين. لكن من المهم أن تكون الإثارة والحماس هناك دوما فأنا أشعر بالملل بسهولة. لذلك إذا بقيت في مكان واحد وأكرر العمل نفسه لوقت طويل أو حتى لفترة قصيرة لا استطيع تحمّل ذلك. ثم أن تبقى في مكان واحد تكرر الشيء نفسه أو لا تفعل شيئا فذلك ليس أفضل الحلول، ذهنيا وعاطفيا.
أن أكون قادرة على تعليم الناس شيئا ما سواء أكاديميا أو حتى في الحياة، إذا كنت قادرة على إلهامهم بأي طريقة أو على إحداث تغيير إيجابي بأي طريقة، فأنا أعتبر ذلك نجاحا. وبالطبع يجب أن تمنحني تلك الأشياء البهجة والسرور وأن أجد فيها الإلهام.

رؤية

ربما لا ندرك قيمة شيء ما حتى نفقده، والبقاء في البيت لأكثر من سنة حاليا علمني أن جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر كانت دائما داعمة لي ومضيافة، وربما لم أدرك ذلك دائما. لكن لما أصبح التواصل أونلاين عبر الانترنت أحسست بالدفء والدعم. إنهم يشجعونني كثيرا وهذا مجتمع إيجابي.

Image from 'Lu3’atna', exhibited at the Project Space. ©Raviv Cohen, VCUarts Qatar
Image from 'Lu3’atna', exhibited at the Project Space. ©Raviv Cohen, VCUarts Qatar

لنفسك وأنت أصغر سنًا

هو شيء أعيشه الآن، قد يبدو بسيطا جدا أو حتى متشائما، وهو أنه لا شيء يدوم إلى الأبد. وهذا ينطبق على الخير وعلى الشر. عندما تمر بأوضاع سيئة وتعترضك تحديات وصعوبات أو أمور ليست جيدة ولا سعيدة، يكفي أن تكون لديك الثقة أنها لن تدوم للأبد. عندما كنت أصغر سنا كنت أميل إلى الهوس بالأشياء، والمبالغة في تصوير كل شيئ، وأن يكون مسرحيا للغاية، و الممثل على خشبة المسرح يصرخ: “يا إلهي، إنها نهاية العالم!” لكن صدقا هي ليست نهاية العالم، ولا شيء يدوم عندما يكون جيدا. حتى الأشياء السعيدة، إذا كان الأمر جيدا فلن يدوم دائما. وهذا يعني أن عليك الاستمتاع بتلك اللحظة، وأنا ممتنة لأنني أعلم ذلك الآن وأؤمن به. علي فقط أن أعيش اللحظة وعليّ الاستمتاع بهذه اللحظة وأن أكون شاكرة لما أنا عليه اليوم، على أن أقوم بما يمكنني إنجازه اليوم وأن أحلم دائما بالقيام بالمزيد. لدي هذه القدرة وهي قوية جدا وهي فكرة رائعة عليك أن تتمسك بها. وأن تتذكر أن لا شيء سيّء يدوم كذلك. وأن الخير هو ما نحتاجه وأعلم بأنه سيحدث أيضا.

عدد رقم
0

المواهب الخام

مايو–أغسطس ٢٠٢١
error: Content is protected !!

Learn about our open and past events

Explore new perspectives on art and design from
our community and our international contributors

تعرف على معارضنا وفعالياتنا الحالية والسابقة