خلال إقامتها الفنية الأولى في مطافئ الدوحة، كان إبهامها المكسور سببا في توقفها عن الرسم، نفتح لها ذلك بابا جديدا للاستكشاف الإبداعي لم يكن  متوقعا. كانت أمينه تشعر بالإحباط الشديد وهي غير قادرة على الرسم أو حتى حمل فرشاة الرسم. قررت أمينه أن تشغل وقتها بمشروع كانت قد وضعته جانبا منذ أيام دراستها الجامعية – وأرادت أن تعرف المزيد عن صناعة الأصباغ. وتتذكر أمينه قائلة : ”دفعني الفضول لأعرف كيف تصنع هذه الأشياء“ .

قادها البحث إلى مصدر ثمين، وهو كتاب من أربعينيات القرن التاسع عشر حول عملية تصنيع الأصباغ كتبه عالم حيوي – تصنيع الأصباغ المعدنية والعضوية للدكتور جوزيف بيرش. وجدت مجموعتها الصخرية التي جمعتها خلال طفولتها، واتبعت وصفات الكتاب وبدأت في التجريب. وتتذكر قائلة: ”فتحت الصندوق واخترت حجرين، وبدأت في صناعة أصباغ منها“. وتضيف: ”كان هذا ممتعا للغاية وبدأت في صنع المزيد والمزيد.“ انتقلت من الصخور إلى استخلاص الأصباغ من الجذور والنباتات، ”وبحثت عن أي شيء من شأنه أن يصبغ“، سعيًا وراء ألوان أكثر إشراقًا. واليوم، نرى أكواما مصغرة من الغبار الناعم الملون بشكل أنيق على مكتبها نبدو كأكوام التوابل في السوق.

أصبحت عملية صناعة الأصباغ هاجسها. وتوضح أمينه : ”ارتبطت بصناعة الأصباغ للغاية. تحدث الكثير من الأشياء في هذه العملية ولا يشهدها الناس.“ إنها الطبيعة الاستهلاكية لهذه العملية والتي تشغل جميع الحواس – مما يجعلها عملية حميمية للغاية.”وعندما أعمل عليها، لا أستمع إلى أي موسيقى لأنني أحب سماع أصوات المواد وهو مريح وعلاجي. عندما أسحق الصخور، هناك شعور معين بالرضا في معرفة أنني أمتلك القوة لكسرها وتحويلها إلى شيء معقد ومفيد للغاية.“