انطلقت هذه السلسلة مستوحاة من صور جمال شباز التي صورها للشباب وهم يرتدون ملابس غير رسمية ويقفون بتفاخر في شوارع نيويورك في الفترة ما بين 1980 و 1989.
عمل محمد بورويسة وصديقه أنوشكاشوط على ابتكار نمطهم الخاص من صور الشارع في حي شاتلي لي هال حيث يلتقي بشباب الضواحي الباريسية. وضمن سعيه لتصوير الشباب من جيله ركّز الفنان على الأشخاص الذين يرتدون ثياب لاكوست محاكين فرقة الراب “أرسنيك”، لكنهم بعيدون كل البعد عن الصورة التي تروجها إعلانات لاكوست عن أنفسهم.
نحن حي لي هال “Nous sommes Halles” هي أول سلسلة فوتوغرافية لمحمد بورويسة، يجمع فيها صور لغرباء في الشارع.
تعود أصول المشروع إلى صور جمال شماز، وتحديداً تلك التي تم جمعها في كتابه الصادر عام 2001، “Back in the Days”، والذي يوثق ظهور ثقافة الهيب هوب في نيويورك في الثمانينيات: صور لشباب يرتدون ملابس الشارع. في بروكلين، كوينز، أو هارلم، مسلحين فقط بحركات البريك دانس الخاصة بهم. عرف محمد بورويسة نفسه في هذا العمل وقرر أن يجرب يده في التصوير.
استخدم كاميرا Pentax 24×36 مستعملة، تم شراؤها خصيصًا لهذا الغرض، وقد أمضى عدة أشهر في حي شاتليه ليه هال، وهو نقطة التقاء كثير من شباب الضواحي في قلب باريس.
كما قال هو: “ظهر مشروع نحن حي لي هال لأننا لم نجد أي أثر لجيلنا أو ثقافتنا. صوّرنا هذه الصور في حي لي هال وهو المكان الذي يلتقي فيه شباب الضواحي بلباسهم، يمرحون ويمزحون، وللمغازلة.
الجميع يلبس آر ماكس اليوم. تعود بقوة موضة السنوات الماضية. وهو ما يمثل صدمة. أصبحت شاتلي اليوم موضة رائجة بينما كان يأتيها سكان الضواحي في السابق للمغازلة والمواعيد أو لشراء بعض الملابس دون الانتباه للمكان نفسه. لقد تغيرت العلاقة بالصور التي أخذتها.
لقد أصبح إظهار ذلك شائعا اليوم.“
أصبحت شاتلي اليوم موضة رائجة بينما كان يأتيها سكان الضواحي في السابق للمغازلة...
'The 'Caillera
يرسم برويسه في نحن حي لي هال – Nous sommes Halles – صورة لجيل ثقافة “caillera 1” والذي نشأ في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. تقدم السلسلة سردًا لرموز “caillera”، والهوية والتاريخ في لحظة عندما يبدأ في الاختفاء. يعمل أعضاء هذه الثقافة على تخريب المعايير البرجوازية لعلامة لاكوست للملابس الرياضية وابتكار أسلوبهم الخاص، على عكس اللوحات الإعلانية التي تحمل شعار التمساح. يبدو أن هذا الجيل، وبطريقتهم الخاصة، تبنوا شعارا مبتكرا العلامة التجارية، لاعب التنس رينيه لاكوست : “بدون أسلوب، اللعب والفوز لا يكفيان”.
على نفس المنوال، كان أطفال الهيب هوب – ثم أطفال الموضة – قد خصصوا أزياء ذلك الوقت لإعادة ابتكار أنفسهم، مرتدين قبعات كانغول، ونظارات غازيل الشمسية، وأحذية أديداس، وغيرها من سمات المجتمع المعاد تكوينه والتي سمحت لأفراده، القادمين من عائلات منخفضة الدخل، اختراق جدار الاختفاء الذي يقيدهم.
بالنسبة للأشخاص المحصورين في الأطراف الاجتماعية، فإن كونهم جزءًا من المجتمع يفتح الوصول إلى شكل من أشكال التضامن والاعتراف ويخلق شعورًا بالانتماء والفخر الجماعي. من خلال تغيير منظورنا، يقترح محمد بورويسة صورة أخرى للضواحي، ويدعونا لإعادة التفكير في هويتها.
العودة إلى صفحة المعرض هنا
نشأ جمال شباز في شوارع ريد هوك، بروكلين، ومنذ أن حصل على أول كاميرا له في سن الخامسة عشرة، عكست صوره الحياة الحضرية في نيويورك. صنع جمال لنفسه اسمًا من خلال التقاط بعض من أكثر الصور التي أثارت الإعجاب في الثمانينيات، والتي صورت الفترة الانتقالية وظهور أسلوب حياة وثقافة جديدة لا يزال صداها يتردد حتى الآن.
كواحد من الأشخاص الرئيسيين الذين عملوا على تخليد مدينة نيويورك على مدار العقود الأخيرة، يستمر عمل جمال شباز المثالي والرائع في التأثير على اتجاهات الموضة العالمية وثقافة الشباب العالمية حتى يومنا هذا. مع نشره للعديد من المنشورات الناجحة، قامت العديد من المؤسسات الرائدة بالحصول على أعماله منها: متحف برونكس للفنون ومتحف ويتني للفن الأمريكي في نيويورك، ومتحف سميثسونيان للتاريخ والثقافة الأمريكية الأفريقية في واشنطن العاصمة.
@mohamedbourouissa
mohamedbourouissa.com
يصف محمد بورويسة المجتمع المعاصر بصورة ضمنية من خلال ملامحه العامة وهوامشه. يتخذ موقفًا نقديًّا من الصورة التي تقدمها وسائل الإعلام ، فهو يختار لصوره الفوتوغرافية وفيديوهاته أولئك الأشخاص المتروكين عند مفترق طرق الاندماج والتهميش.
تسبق كل مشروع من مشاريع محمد بورويسة مرحلة انغماس مطولة، ليؤسس وضعية بطرح جديد. وعلى عكس التركيبات الإعلامية الساذجة والزائفة، يُدخل الفنان مجددا مفهوم التعقيد في تمثيل هوامش ما هو بارز للعيان.
عرضت أعماله في العديد من المعارض الفردية منها: متحف الفن الحديث في باريس، ومركز بومبيدو دي باريس، ومؤسسة بارنس في فيلادلفيا، ومتحف ستيديليك في امستردام، وفي البايز في فرانكفورت أم ماين، وذا بول في باريس، ودار الفن في ميونيخ، وفراك فرانش كونته في مدينة بيزانسون. كما شارك في بينالي الشارقة وهافانا وليون والبندقية والجزائر وليفربول وبرلين وترينالي ميلانو.
في عام 2018، تم ترشيحه لجائزة مارسيل دوشان. وتم اختياره عام 2017 للمشاركة في جائزة بيكتيكت للصور الفوتوغرافية. تنتمي أعماله إلى مجموعات رائدة، بما في ذلك متحف الفنون في لوس أنجلوس، ومركز بومبيدو، و الدار الأوروبية للتصوير الفوتغرافي في باريس، ومتحف ستيديليك في امستردام.
