تواصل معنا
المعارض والفعاليات

ماركوس إلبلاوس

بقلم آنا نيجماتولينا

قم بزيارة هذة  الصفحة بنسختها الإنجليزية هنا

سلسلة التصوير المعماري للمنطقة الصناعية الجديدة للمصور ماركوس إلبلاوس مدهشة في بساطتها. فمن خلال الإضاءة المتناغمة والألوان الزاهية والزوايا الي التقطها المصور بشكل مثالي، تعكس هذه السلسلة وجهة نظر الفنان الخاصة بالدوحة، قطر – المدينة التي أقام فيها لأكثر من 15 عامًا. ويقول ماركوس : ”عندما تقود سيارتك في الدوحة، وأنت في زحمة المرور، لا يمكنك سوى النظر إلى ما يحيط بك. رأيت هذه الصور أمامي. كنت أرى أمامي فرصًا لالتقاط الصور الفوتوغرافية طوال الوقت“.
”ربما تكون هذه المناظر المبسطة للدوحة هي وجهة نظري الشخصية – الجمال الذي وجدته في المدينة والمناطق المحيطة، هذا ما أحاول التقاطه بكاميرتي.“

تكشف صور المنطقة الصناعية الجديدة عن جمال قد لا يظهر على الفور واضحًا لأي شخص يزور حي المستودعات والورش والكراجات ومرافق التخزين الواقعة على أطراف المدينة. تظهر ظلال من اللون الوردي والأخضر على لوحة سماء رمادية ملبدة بالغيوم تثير اهتمام الجمهور لمعرفة المزيد. ويوضح ماركوس إلبلاوس ”هذا مشروع شخصي للغاية“. ويصفه قائلا: ”بالنسبة لي، هي طريقة تعكس رأيي في الهندسة المعمارية، وأنا كفرد أعبّر عن مكاني في الدوحة“.

في السطور التالية، يشرح ماركوس كيف خرج هذا المشروع الشخصي للحياة. يوثق هذا المشروع المشهد المعماري في الدوحة في موقع لم يتوقع يوما أن يرصده أحد ويتم التقاطه.

المنطقة الصناعية الجديدة

تعد المنطقة الصناعية مكانًا مثيرًا للاهتمام. إنه المكان الذي نذهب إليه في قطر لإنجاز العديد من الأشياء. فهو ليس مكانًا مصممًا ليبدو بطريقة معينة أو ليمثل صورة الدوحة أو الشرق الأوسط – فهو ليس مكان يمثل أي هوية أو رمز .

 

هو بالأحرى مكان وظيفي للغاية من المدينة يحقق غرضًا – وأجد ذلك مثيرًا للاهتمام للغاية. عندما وصلت إلى الدوحة قبل 15 عامًا، كانت الدولة تعمل على إعادة تصوير نفسها وخلق هوية – انظر إلى الأبراج المتألقة في الخليج الغربي واللؤلؤة وكيفية تنسيقها. شعرت دائمًا بوجود تضارب بين الصورة التي ربما تكون هي العلامة التجارية الرسمية للدوحة وما تراه حقًا عندما تعيش هناك. كمقيم، المنطقة الصناعية ضرورة. هذا هو المكان الذي تذهب إليه لإنجاز الكثير من الأشياء: إصلاح سيارتك، شراء تمديدات للمياه لحديقة منزلك، شراء أو تنجيد وسائد جديدة للمجلس.. وغيرها

 

إنها مثل الدرج في منزلك حيث تضع كل شيء تجده مفيدًا، دون أن يكون لديك بالضرورة مساحة مخصصة له. ربما تكون أشياء لا ترغب في تركها في الأماكن المفتوحة، أو أن يراها الناس. مثلا قطعة قماش لمسح أكوابك، أو مفاتيح الفناء الخلفي أو كوبونات عبوات المياه – كل هذه الأشياء يتم وضعها في درج واحد – المنطقة الصناعية تشبه ذلك قليلاً. إنه المكان الذي وضعت فيه مدينة الدوحة كل ما تحتاجه، ولكن ربما لا ترغب في رؤيته والتواجد فيه طوال الوقت.

_Markus Elblaus_New Industrial Area Series_2021(11)
Markus Elblaus_New Industrial Area Series_2021(1)

غطاء من الغيوم

عندما يكون الطقس ملبدًا بالغيوم ، انتهز هذه الفرصة القليلة جدًا في بلد تشرق فيه الشمس دائمًا تقريبًا واخرج لالتقاط الصور. يمكنني هذا الطقس من الحصول على إضاءة موحدة لجميع المباني.

 

تعمل السماء ذات اللون الرمادي الفاتح على تحسين الشكل واللون، وتخفي العيوب. أحاول التقاط صورة للمبنى بشكل طبيعي  قدر الإمكان. وأجد بذلك بأن الصور تكون أجمل، صور طبيعية ومحايدة، لا تتضمن أي شيء سوى الموضوع. هذا في حد ذاته يخلق جمالًا بسيطًا أجده مهدئًا ومريحًا للغاية.

 

الطاقة التي أظهرها أيضا في هذه الصور تتناقض وبشكل صارخ مع طاقة وحياة المنطقة الصناعية نفسها. فالمنطقة مزدحمة للغاية، والمكان ضخم، وممكن اعتبارها مكان خطير إلى حد ما. كما إنه أيضًا مكان يعمل فيه الناس بجد حقًا. وعلى النقيض من كل ذلك، فإن صوري تأتي هادئة للغاية ورسمية. أجد في هذا طاقة ممتعة للغاية.

الجمال في الحياة العادية – من منظور إسكندنافي

في عام 2012، اختارت مؤسسة الدوحة للأفلام عرض مشروع البطاقات البريدية المتحركة خلال مهرجان الدوحة تريبيكا السينمائي، وسمح لسيموني بتطوير المشروع إلى عمل فني. يقدم المشروع لمحات متحركة من المناظر الطبيعية والعادات لدولة من خلال عيون أولئك الذين يعرفونها بشكل أفضل. وهذا ما يفعله الفنانون على حد تعبير سيموني. فهم يترجمون الواقع ”إلى شيء آخر … ، أحيانًا يكون حرفيًا بعض الشيء، وأحيانًا يكون أكثر تجريدًا، ولكنك تقوم بترجمة تجاربك، بالطريقة التي تشعر بها وتلاحظ الواقع من حولك.“ تم عرض البطاقات البريدية المتحركة مع متاحف قطر في الرواق وكتارا وعرضت في برلين وسانت بطرسبرغ.

يواصل سيموني ومايكل هيرشود بحثهما واستكشافهما مع سونيك جيل، احتفالا بتفاعل الصوت والرسم تجاه جيل جديد من صناع متعددي التخصصات. ويتجلى ذلك في تعاونهما الفني ”أما بعد..“ في قلعة الكوت مع الأستاذ المساعد والفنان هدير عمر. قدم هذا العمل الفني رحلة غامرة لموقع التراث القطري من خلال إعادة مزج التسجيلات الصوتية والأضواء وعروض الفيديو.

الشعور وكأنك في بيتك - غربي في الشرق الأوسط

بينما أعمل كمصور فوتوغرافي محترف، إلا أنني أقوم أيضًا بالتصوير لنفسي فقط، حيث التقط الصور التي أريد أنا أن أراها، والتي أشعر بأنها مهمة بالنسبة لي – تماما مثل صور المنطقة الصناعية الجديدة.

 

كنت أجد بأنه لم يتم توثيق مدينة الدوحة القديمة بشكل كافٍ. الأمور تتغير بسرعة. البيئة الحضرية في تغير مستمر. المناطق يتم هدمها، اختفت الأجزاء القديمة من الدوحة – حيث كان التاريخ والتراث والهوية. أعتقد أنه من المهم محاولة توثيق ذلك قبل أن يختفي، فهذا جزء كبير مما تمثله الدوحة والذي كان الأساس لمعظم الناس الذين يعيشون هنا. كنا جميعًا جزءًا من هذا الهيكل، واحتجنا جميعًا القيام برحلة إلى المنطقة الصناعية، وهذه من الجماليات المهمة للتوثيق أيضًا. بالنسبة لي، هو مكان ممتع للغاية. ولا أستطيع أن أمنع نفسي من التقاط تلك الصور.

 

ومع ذلك، فإن استخدام هذه المجموعة من الصور صعبا بعض الشيء. فأنا، وكرجل غربي أبيض، أشعر بعدم الارتياح لمحاولة سرد قصة يجب أن يرويها الأشخاص الذين يعيشون ويعملون هناك بالفعل. إنه خط رفيع بين توثيق شيء أنت جزء منه، وتوثيق حياة الآخرين وتجاربهم. إنه فخ التصوير الاستعماري الذي أخشى الوقوع فيه.

أعيش في الدوحة منذ 15 عامًا. لا أشعر أنني مجرد مغترب أركض وألتقط الصور، بل أشعر أنني أقوم بتوثيق مدينة كنت أعيش فيها، وحيث وُلد ابني. بالنسبة لي، هي المنزل. لقد استثمرت الكثير من الوقت هنا وأنا أقدر ذلك كثيرًا.

 

بالنسبة لنا كمغتربين نعيش في الدوحة، غالبًا ما تكون المشكلة بأننا نشعر بأننا لسنا في الوطن ولكن في نفس الوقت لا نشعر بأننا بعيدين عن الوطن. وأشعر بأنه من المهم تحمل بعض المسؤولية عن المكان الذي عشنا فيه. هذه الصور تذكرني كيف أشعر في وطني سواء كنت في أكثر الأجزاء مللا في الدوحة أو في أفخم الأجزاء. في الواقع، وعلى الرغم من أنني لم أولد هنا، وعلى الرغم من أنني لست من السكان المحليين، إلا أنني أشعر بالانتماء إلى هنا، قد يكون ذلك لأنني عشت هنا لفترة طويلة.

Markus Elblaus_New Industrial Area Series_2021(6)
_Markus Elblaus_New Industrial Area Series_2021(9)

@markus.elblaus

ماركوس إلبلاوس مصور سويدي يعيش في الدوحة منذ عام 2007.

حاصل على شهادة في الفنون  الجميلة من كلية التصوير الفوتوغرافي جامعة جوتنبرج، يعمل كمصور فوتوغرافي محترف مع اهتمام خاص بتوثيق الهندسة المعمارية، وعلى وجه الخصوص، المشهد الحضري المتغير باستمرار في قطر. يرى ماركوس الجمال في الحياة العادية ويمكن وصف أسلوبه في التصوير الفوتوغرافي بأنه بسيط ومباشر مع اهتمامه بالتناظر والتطابق.

استوحى اهتماماته من الفنانين بيرنت وهيلدا بيشر وأعمالهما في توثيق الهياكل الصناعية في ألمانيا. أحب ماركوس وبشغف حقيقي الألوان الرائعة في المناظر الطبيعية القطرية، درجات اللون الرمادي والبيج والوردي تتجه للون البرتقالي. يعتبر ماركوس هذا المكان من أجمل الأماكن على وجه الأرض.

عدد رقم
5

تأملات محلية

سبتمبر 2022–يناير 2023
error: Content is protected !!

Learn about our open and past events

Explore new perspectives on art and design from
our community and our international contributors

تعرف على معارضنا وفعالياتنا الحالية والسابقة