طرق القراءة

في محاضرتها في مطافئ مقر الفنانين، ستتحدث مروة عن الإطار العام للتحقيق الذي تعمل فيه ممارستها والجوانب المختلفة للعلاقة بين المجال الثقافي والسياسي والعنف. بحثت مروة ومن خلال المواد المادية المختلفة، في الطريقة التي يؤثر بها العنف على الثقافة، وكيف تتأثر به وتعيد إنتاجها.

طريقة إنتاج التاريخ بعد وقوع العنف، وكيف يتم بعدها دمج العنف في اقتصاد الحاضر، ولا سيما اقتصاد الفن، الاقتصاد المادي للمباني، اقتصاد مباني المؤسسات الفنية، أو البنية الفنية و اقتصاد الفضاء والبيئة والذي يشمل أيضا الهيئات المشاركة في إنتاج هذا العنف، والطريقة التي تتأثر بها ، والتي بدورها تنتجها ، مما يجعلهم جزءا متأصلا من نظام هذا الإنتاج، من خلال الكلام والعمل أو أي شكل آخر من أشكال المشاركة.
الأجسام المتضررة والمساحات والتأثيرات والأشياء والمواد العابرة واللغات والكتب، وغيرها … تكافح جميعها للتعبير عن نفسها بطريقة واضحة، سواء من خلال الحركة أو الكلام. وتحاول الحركات والأعمال المبتورة اتخاذ إجراءات جسدية متماسكة على الرغم من الألم الذي يثيره.

في السنوات العشر الماضية، كانت مروة أرسانيوس تبحث في المخلفات المادية لهذا العنف (من العمارة إلى الكتب والمجلات من الأجسام العابرة إلى الرقص ورسالة الدكتوراه في علوم الإنسان، ومؤخرا تخصيص الأراضي في البحر من خلال الاستخدام المادي للقمامة والأنقاض والربح المالي الذي يجنوه منها). ويمكن القول بأن مخرجات هذه التحقيقات (الأعمال الفنية نفسها) قد لا تكون عنيفة. وبعيدا عن كونها تمثيلا للعنف، فهي محاولة للنظر في العنف الخفي أو غير المكشوف سواء كانت هذه الأعمال هيكلية أو أيديولوجية أو شخصية.

التفكير في هذه الأسئلة من منظور مادي تاريخي، ومن خلال مواد وأشياء محددة، والنظر إلى العنف كفوة نظامية متأصلة توافق عليها السياسات المهيمنة، ومن خلال السياسة وتقنياتها واستراتيجياتها التي يتم فرضها هيكليا (مثال: حالة مبررة للعنف) ولكن أيضا تمييزها بوضوح عن إمكاناتها كقوة تحررية (مثال: الكفاح المسلح والدفاع عن النفس)، ستقوم مروة أرسانيوس بعرض عدد قليل من المشاريع المحددة التي تجسد هذه الأفكار.