مقابلة
مايو ٢٠٢٣
أصبح لدي وعياً بموضوعات العدالة الاجتماعية، التمييز وغيرها من القضايا الاجتماعية الأخرى
أخبرينا عن خلفيتك العائلية، وهل أثر ذلك على مسارك في الفنون الإبداعية؟
أنا من السودان، جاء والدي إلى قطر وهو صغير جداً، ولدت وترعرعت في قطر. عشت طوال حياتي في قطر ولا أزور السودان إلا من حين لآخر أيام العطلات. ومع ذلك، أشعر بارتباطي بالسودان، موطني والمكان الذي أتيت منه وفيها الأشخاص الذين يشبهونني ويتحدثون مثلي.
أعتقد بأنني تعلمت الكثير عن نفسي من خلال دراستي في التصميم، ومن خلال عملي على مشروع تخرجي من درجة البكالوريوس والآن على رسالة الماجستير. مكنتني دراستي من اختيار موضوعات محددة سمحت لي بمعرفة المزيد عن نفسي وتراثي. كنت أعمل على مشروع التخرج في نفس الوقت الذي حدثت فيه الثورة في السودان، فجاء مشروعي حول الثورة. كان مشروعا سياسيًا، لكنه كان أيضًا يعطي صوتًا للشعب في السودان، الجانب الإنساني منه. ونظرًا لأن الوضع كان يتغير باستمرار، كان علي أيضًا تغيير عملي وجدولي الزمني وكيفية جمع المعلومات من الأشخاص. عملت من خلال مشروعي مع سودانيين من قطر، ذهبوا للدراسة في السودان وتم اعتقالهم. لذلك كنت اطمئن عليهم شخصيا، ولكن في نفس الوقت أجمع منهم وعنهم المعلومات لمتابعة نتائج مشروعي للتخرج.
ساعدني فصل الأنثروبولوجيا في جامعة فرجينيا كومنولث على التواصل أكثر مع تراثي. تعلمت كيف تقيّم الأنثروبولوجيا الثقافات والأديان ولماذا الناس على ما هم عليه وكيف يعيشون معًا في مجتمع نشط. أدركت مدى حماسي – التصميم من خلال معرفة الأنثروبولوجيا. أصبح لدي وعياً بموضوعات العدالة الاجتماعية، التمييز وغيرها من القضايا الاجتماعية الأخرى.
مكنتني دراستي من اختيار موضوعات محددة سمحت لي بمعرفة المزيد عن نفسي وتراثي
تم اختيارك مؤخرا قائد الفصل، أخبرينا عن ذلك
كان تصويتا ولكي أكون صريحة تفاجأت بحصولي على هذا اللقب. في هذه الدفعه، نحن مجموعة من سبعة طلاب، ويشرفني جدا أن أكون قائد الفصل.
كانت تجربتي في برنامج الماجستير مثمرة حقًا، لا سيما المشاريع التي عملنا عليها معًا. شعرنا بوجود رابطًا حقيقيًا جمعنا مع بعضنا البعض، وكذلك مع أعضاء هيئة التدريس. على سبيل المثال، عندما كنا نعمل على مصابيح Virga، والمعروضة الآن في معرض الجامعة، عملنا بجد، وقمنا بتطبيق المهارات التي تعلمناها في البرنامج، وتعلمنا الكثير أيضًا أثناء وجودنا في إسبانيا. قمنا بالكثير من الأعمال الخشبية. كنا نعمل معًا كوحدة كاملة، وأشعر بالفخر عند رؤية هذه النتيجة تتحقق الآن في الحرم الجامعي في جامعة فرجينيا كومنولث في قطر. تعلمت الكثير من زملائي في الدفعة. وحيث أننا جميعًا من خلفيات مختلفة وجنسيات مختلفة، أضاف هذا إلى تجربة التعلم الكثير، كان أكثر من مجرد منهج.
Top: Ayah Elnour, 2023, © Raviv Cohen, VCUarts Qatar
بالإضافة إلى قضايا العدالة الاجتماعية، وعندما يتعلق الأمر بالتصميم فأنا مهتمة أيضًا بأسلوب ومظهر المادة المطبوعة. أهتم بالرسوم التوضيحية. أقوم بالكثير من الرسوم التوضيحية، سواء كانت سياسية أو مرحة أو كولاج. والآن، في دراسة الماجستير، أتعلم أن أصبح مصممًا متعدد التخصصات. لا أعمل فقط مع النماذج ثنائية الأبعاد، ولكن أقوم أيضًا بعمل نماذج ثلاثية الأبعاد وتصميم المنتجات. وأشعر اليوم بأنني قادرة على دمج المعرفة في هذين المجالين معًا لتحقيق نتيجة ناجحة.
والآن، في دراسة الماجستير، أتعلم أن أصبح مصممًا متعدد التخصصات
أقوم بابتكار مجموعة من السكاكين والطوابع يستخدمها الناس في عملية شق ندوب قبلية في السودان، تسمى “شلوخ”. كانت هذه الرموز تستخدم تقليديًا كرموز خاصة بالقبائل، أو لأسباب دينية، سواء في التقاليد الإسلامية أوالمسيحية، أو لظروف اجتماعية أخرى، على سبيل المثال، منع اختطاف الأطفال. أصبح هذا التقليد يتلاشى ببطء ولا تراه اليوم إلا في الأجيال الأكبر سنا، في جداتنا وأجدادنا. و لذلك، ذهبت إلى السودان وأجريت بحثًا وتحدثت مع أساتذة الجامعات وأعضاء المجتمع لمعرفة المزيد. تقليديا، استخدموا شفرة الحلاقة الكلاسيكية في شق هذه الندوب، كانت هذه هي الأداة الوحيدة.
أقوم الآن بابتكار مجموعة من السكاكين التي يمكنك استخدامها لندب نفسك. وتشمل مجموعتي أيضًا ختمًا يمكنك الضغط عليه على الجلد. على غرار قناع النوم، الذي يتم ضغطه على الجلد تاركًا وراءه الانطباع، ويمكنك إذا كنت ترغب، أخذه إلى أبعد من ذلك وتندب الجلد بالشفرة.
نشرت مجموعة من صور الكولاج حول هذه الرسالة على حسابي على الانستغرام وانتشرت في المجتمع السوداني وتفاجأت. تلقيت الكثير من ردود الفعل اللطيفة من الناس في المجتمع. كما قمت بنشر بعض صور “الشلوخ” أيضا، وكان الناس يتصلون بي قائلين “هذه صورة جدي”. لذلك كان من المثير للاهتمام وجود هذه النقطة المحورية للتواصل بين السودانيين في مجتمعات الشتات.
أحد مشاريعي المفضلة في دراسة الماجستير حتى الآن، أنني قمت بابتكار عربة تجر باليد ومستوحاة من “الحمالي” الذي نراه في السوق والذي يحمل أغراض الناس ويعيش على البقشيش الذي يقدمه له الناس. هؤلاء الرجال المسنون هم في الغالب من التجار من إيران، لكنهم يعيشون في قطر منذ فترة طويلة لدرجة أنه ليس لديهم أي مكان للعودة إليه.
نشأت في قطر وكنا نذهب إلى السوق كثيرًا مع خالتي وأمي للتسوق في رمضان والمناسبات الأخرى. تعودت على رؤية كبار السن من الرجال الذين يساعدون في حمل أغراض الناس، ورأيت كيف لم يكن لديهم مكان للراحة. كانوا يقلبون عربتهم اليدوية ويجلسون عليها، ولم يكن هذا مريحًا لهم، خاصة ومعظهم في سن الشيخوخة. لذلك قم بابتكار مقعدًا يمكنك فتحه على العربة.
أرغب في أن أصبح أستاذاً جامعيا. استمتع بتبادل المعلومات في الفصل الدراسي. ونتعلم المزيد عن أنفسنا داخل الفصل. هذا ما حدث لي وأود أن أشاركه مع الطلاب الآخرين الذين بدرسون التصميم. لا يجعل التصميم الأشياء جميلة فحسب. بل يشمل الأمر تحليل الأفكار وتصميم الأنظمة وتصميم فرص أفضل وأفضل و تصميم الأدوات التي يمكن أن تساعد في الابتكار.
بالإضافة إلى ذلك، فأنا أشعر بأننا نبتعد عن التعلم من وجهات النظر الثقافية المختلفة، خاصة لأن الكثير من التصميم الذي نتعلمه يأتي من المصممين الغربيين. وبذلك فأنت لا تعكس وجهات نظر الأشخاص الذين ينتمون إلى هذه المنطقة. أود أن أعلِّم الآخرين ألا يقيدوا أنفسهم بطريقة معينة لخلق شيء جميل.
رؤية
أشعر بارتباطي بهم، وتمكنا دائما من إجراء محادثات منفتحة للغاية ومريحة. أعتقد أن هذا شيء لا يمكنك العثور عليه في كل مكان
في نظرة إلى الماضي، ما هي النصيحة التي ستوجهيها لنفسك الأصغر؟
أتمنى لو كنت في السابق أكثر شجاعة، وأنني لم أتراجع من الحياء أو الخوف، ولم أكن خجولة في طلب المساعدة أو مناقشة الأشياء و أن أكون أكثر قدرة على طرح الأسئلة بصراحة وتبادل الأفكار. أتمنى لو دفعت الأمور إلى أبعد من ذلك، وتعلمت المزيد، وتعلمت المزيد عن المواد، واستخدمت الوقت في جامعة فرجينيا كومنولث إلى أقصى الحدود. حتى المكتبة هنا، أقضي كل وقتي فيها وأتمنى لو كان بإمكاني حفظ كل كتاب، أو مسح كل كتاب ضوئيًا وأخذه معي.
لذا، سأقول لنفسي، الوقت ثمين للغاية، فاستفيدي منه إلى أقصى الحدود.
هل لديك أي أفكار أو كلمات تودي مشاركتها مع زملائك أو معلميك هنا في جامعة فرجينيا كومنولث؟
أقدّر كل من ساعد في تشكيل شخصيتي. بكل صدق، جعلت مني جامعة فرجينيا كومنولث في قطر شخصا أفضل. لن أنسى أساتذتي أبدًا. أشعر بارتباطي بهم، وتمكنا دائما من إجراء محادثات منفتحة للغاية ومريحة. أعتقد أن هذا شيء لا يمكنك العثور عليه في كل مكان.
