طارق الغصين، المولود في الكويت لوالدين فلسطينيين منفيين، أمضى جزءًا من شبابه في الولايات المتحدة والمغرب واليابان وعمل في الإمارات العربية المتحدة على مدار العشرين عامًا الماضية حيث سجل وفكر في التغييرات الهائلة التي حدثت هناك. تصور صوره المساحات المهجورة والمباني والأشياء المتدهورة التي غالبًا ما تكون في طور الاضمحلال وتقترب من الانقراض. يفحص طارق الغصين آثار الوجود البشري الذي يحافظ على سرد المساحات وسكانها السابقين، ولكن في نفس الوقت ينظر إلى مكانه داخل هذه المساحات وعمليات الزوال التي تمثلها، ويستكشف كيف تتشكل الهوية ضمن سياق الضياع وعدم إمكانية الوصول. تم اختيار الأعمال التي ستعرض في المعرض من سلسلة أوديسيوس، التي سميت على اسم بطل قصيدة ملحمة هوميروس في الأوديسة. يقوم طارق الغصين بتوثيق 215 جزيرة قبالة ساحل أبو ظبي. غالبًا ما يُرى الفنان في صوره وهو يتفاعل مع المناظر الطبيعية التي يصورها، ويخلق أحيانًا مواقف مليئة بالغرابة. وعلى الرغم من أن زيارة هذه الجزر النائية وعملية تصويرها كانت روتينية في كثير من الأحيان، حاول طارق بإصرار العودة ومواصلة توثيقها، وقصة رحلته تشبه إلى حد كبير قصة أوديسيوس في رحلته وعودته إلى الوطن.

عكس كلا الفنانين في أعمالهما الإحساس بالضياع والانتماء من خلال الحديث مع البيئات التي يتفاعلان معها. كلاهما مؤرخان للتدخلات البشرية الهائلة في هذه البيئات، دون أن يقوما بإصدار أي أحكام أو تقييم عنها. يعرض الفنانان جمالًا غريبًا بعيدًا عن الرومانسية التي لا تزال في أذهان أولئك الذين يعرفون شبه الجزيرة العربية من وسائل الإعلام العالمية فقط أو من الزيارات العابرة كسياح. سيخلق المعرض، الذي يقام على هامش المنتدى، مساحة للنقاش حول القضايا الأكبر للتغير البيئي من منظور اثنين من المصورين شهدوا التغير الهائل في دول الخليج العربي.