مقابلة
أبريل 2021
لكل منا ما يميزه
لنتعرف عليك، اسمك، ومن أين أنت؟
اسمي سمية. أنا طالبة ببرنامج درجة الشرف في تاريخ الفن. أنا من بلوشستان وهي محافظة إيرانية.
ما الذي جعلك تقررين الالتحاق بمسار في الفنون الإبداعية؟
كطلاب في تاريخ الفن نقوم في الغالب بكتابة مقالات ومشاريع وغير ذلك. لكن علينا في السنوات الأولى اختيار مادتين فيهما استوديو. وهكذا وبفضل هاتين المادتين تعلمت الكثير حول التصميم وأن أكون مبدعة بطريقتي الخاصة.
ثم لكوني طالبة ببرنامج درجة الشرف قدمت “مشروعي التعليمي التجريبي” في مجال يتعلق بالفن مثل التطريز، وكان ذلك اكتشافا عظيما بالنسبة لي لأنني تعلمت أنني أكثر من مجرد طالبة في تاريخ الفن في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر.
نحن نربط بين عالم الفن من الشرق والغرب. نطرح أسئلة بطرقنا الخاصة ثم نقوم بأبحاث للوصول إلى نتيجة، غير أن ذلك لا يتوقف عند نقطة معينة.
سمية دورزاده
أنا طالبة وموظفة في الوقت نفسه في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر. أعمل في المكتبة وفي قسم القبول وكذلك في شؤون الطلاب.
أتاحت لي الفترات التدريبية فرصة التعرف على العالم الخارجي وأعدتني له. لم تكن الفترات التدريبية صعبة بالنسبة لي، بل كان علي فقط أن أتكيف مع تصرفات الناس في عالم الواقع.
يختلف الأمر في الجامعة فنحن مثل العائلة، نعمل ونتسلى في الوقت ذاته، وعندما قمت بالتدريب شعرت أنها تجعلني أرى عالم الواقع. وأعني كيف ينظر إليك الناس وكيف يجب أن تكون وما هي أخلاقيات المهنة، كان يجب أن تتغير كلها من البيئة العائلية إلى شيء آخر.
أتاحت لي الفترات التدريبية فرصة التعرف على العالم الخارجي وأعدتني له.
سمية دورزاده
لدي شغف في أمرين، الأول: أن أكون مبدعة في التطريز لأن مشروعي للتخرج كان حول التطريز. أريد استخدام التطريز بطرق مختلفة بحيث لا يقتصر على الملابس فقط. على سبيل المثال إذا نظرت للتطريز ففي غالب الأحيان لا يعتبر فنا من الفنون بل يثير العديد من كلمات التعجب مثل: “آه هذا جميل” لكنني أريد أن أجعله شيئا أعظم. أما شغفي الآخر فهو البحث والكتابة. وقد نما هذا الشغف في داخلي جراء عدم قدرتي على الكتابة جيدا منذ بداياتي في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر. أتذكر أن أساتذتي كانوا يعطوني درجة سيئة كي يحفزوني على التحسن في الكتابة ويعود السبب في ذلك إلى أنني قادمة من مدرسة إيرانية وعلمت نفسي اللغة الإنجليزية.
لم أدرس في مدرسة إنجليزية. تعلمت لوحدي من خلال الاستماع إلى الموسيقى. الحديث و الاستماع اللغة الإنجليزية مختلف تماما عن كتابتها. لذلك كان عليّ تطوير ذلك، وهناك فرق شاسع بين بدايتي وما أنا عليه اليوم. ولهذا السبب أرغب في مواصلة أبحاثي وفي نفس الوقت أن أكون مبدعة. يمكن أن ترى ذلك في “مشروعي التعليمي التجريبي”. كتبت مقالة بعشر صفحات لتقديم المقترح، لكنني في الوقت نفسه حولت بحثي إلى مشروع فعلي. يبدو الأمر كأنني جمعت الشغفين معا.
قائد الدفعة بالنسبة لي أكثر من مجرد لقب. أشعر أنّ سبب فوزي يعود لكل ما فعلته طوال سنواتي الأربعة، ولا يقتصر الأمر على مجرد التميز في الدراسة.
كنت نشيطة جدا في كل ما يتعلق بجامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر. فأنا أيضا قائدةفريق كرة السلة النسائية في الجامعة، إضافة لكوني طالبة في برنامج درجة الشرف. كنت أتمنى الحصول على مزيد من العمل الإبداعي في الفروض المنزلية. لذلك أشعر أن كل ذلك شكّل شخصيتي وجعل مني قائد الدفعة التي اختاروها لأنني لا أعتقد أن ذلك يقتصر على كون فقط طالبة جيدة.
أرغب في إنجاز العديد من الأشياء منها مساعدة النساء ومساعدة مجتمعي. كانت عندي فكرة تلأسيس تجارة تمكنني من مساعدة النساء الراغبات في تعلم التطريز وإنتاج أعمال ومنتجات. يمكن بيعها بعد ذلك وتقاسم الأرباح. كما أرغب كذلك في أكون ملهمة للناس ولمجتمعي لتحفيزهم على التعليم لأن غالبيتنا غير متعلمين. أنا من عائلة فيها ١٢ فردا لكن اثنان منا فقط تمكنا من إنهاء التعليم الثانوي والالتحاق بالجامعة.
لذلك فأنا حقيقة أريد تشجيع مجتمعي ونسائه كي يثقن بأنفسهن ولا يتبعان ما يقوله مجتمعنا حول النساء وأنهن غير قادرات على إنجاز الكثير. أريد تغيير نظرة مجتمعي السلبية للتعليم وكيف يمكن أن يغير التعليم الشخص ويجعله أفضل ويفعل الخير في العالم أو ينفع نفسه.
رؤية
والآن أدرك بأنه لا يهم من أنت ولا من أين تأتي ولا ما هو شكلك، يتقبلك الناس كما أنت ويؤمنون بك.
سمية دورزاده
إلى نفسها البالغة من العمر 12 عامًا
سأقول لنفسي أنه كان من الأجدر والأفضل لو اعترفت بنفسي منذ البداية بدل الاختباء في الظل والضغط على نفسي بشدة وأنا اعتقد بأن لاّ أحد سوف يتقبلني كما أنا. لكل منا ما يميزه، لكنني أعتقد أننا نحتاج وقتا طويلا حتى ندرك ذلك.