في عام 1960، عندما كان والدي يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاما فقط، قام برحلة محفوفة بالمخاطر على متن قارب بمفرده من سيستان وبلوشستان، إيران، إلى قطر، على أمل أن يعيش حياة أفضل. يعيش والدي، ومنذ عام 1971 مثل العديد من المقيمين البلوش والذين يعيشون في البلاد منذ فترة طويلة، منذ عقود، قبل إنشاء دولة قطر الحديثة نفسها. لا يزال وضعه القانوني في البلاد اليوم خاضعا لنظام الكفالة، وتخضع إقامته لوضعه الوظيفي، ويجب تجديدها كل عام. الإقامة الدائمة ليس مضمونة أبدا، ولا التخطيط للمستقبل. 

في عام 1984، تم تكليف والدي بالانتقال إلى مخيم البلوش، الذي كان آنذاك مكانا مخفيا في ضواحي الدوحة. وتعزيزا لهذه الاستمرارية المؤقتة، نص العقد على أن سكان المخيم مطالبون باستخدام ثلاث مواد فقط (الخشب الرقائقي، والخشب المستخدم في البناء، والصفائح المعدنية المموجة) لبناء منازلهم، والتي تم تصنيفها رسميا على أنها “مؤقتة”.

وبعد ثمانية وثلاثين عاما، يواجه حوالي 15,000 من سكان المخيم الآن النزوح الدائم من مخيمهم – منزلهم الوحيد – وفقا لتفويض رسمي جديد. يسلط عملي الضوء على محنة هذا المجتمع المهمش الذي يساء فهمه في البلاد، ويكشف عن الطابع المؤقت الدائم والاختباء للبلوش في قطر، من خلال بناء سلسلة من الخزائن المحملة بالرموز، بالاعتماد على نفس المواد الأساسية الثلاثة المستخدمة في بناء منازلنا “المؤقتة“.